الاثنين، 11 فبراير 2013

عبدالحكيم المجري




من النعم التي من الله بها علينا:(نعمة الإسلام) هذه النعمة العظيمة التي لانشعر بقيمتها وفضلها علينا إلا إن كنا قد عشنا سنيين من التخبط والحيرة والضياع.لكننا نستطيع أن نشارك الداخلين هذا الدين فرحتهم وسعادتعم عند دخولهم دين الإسلام.بطلنا في هذه الحوار الفنان/عبدالحكيم المجري .الفنان ذو الصوت الفولاذي الرائع وسيروي لنا سيرة حياته وقصته مع الإسلام.أيضآ سنعرف كم هو الدور الذي يلعبه المغتربون  في بلاد المهجر في عكس صورة البلد سلبآ أو إيجابآ ،فإلى الحوار:
بداية عرف القارئ الكريم بنفسك:


أخوكم في الله عبدالحكيم المجري ،شاعر وموسيقار ومغني.ولدت في عام 1982م في دولة المجر من أسرة عادية وأنا الوحيد لوالدي.بدأت دراسة الموسيقى وعمري 4سنوات برغبة من والدي ولم أكن أريد ذلك.أكملت دراستي الثانوية في مدينة أخرى بعيد عن أسرتي وهناك تعلمت الكثير عن الحياة.ثم رجعت إلى أسرتي وكنت أريد أن أدرس علم الفلك لكنني لم أستطيع بسبب ظروف الحياة التي أجبرتي على ذلك.فبدأت بتأسيي فرقة موسيقية وأنزلت أول ألبوم لي ولأن كلماته كانت سياسية فقد منع من بيعه في الأسواق.فاتجهت إلى عمل المهرجانات لكنني تركت هذا العمل بسبب سياسة الحكومة القسرية.ومن ذلك اليوم بدأت أمشي في طريق جديد محاولآ التعرف أكثرعلى النفس البشرية وبعد 4أشهر تعرفت على أحد المسلمين .لقد كسر كل شيء في نفسي وأعطى لي غاية جديدة وفي ذلك الوقت دخلت الدين الإسلامي وتحديدآ في 22/7/2005 ثم سافرت إلى اليمن وفي اليمن عملت في بيت الفن ثم أنتقلت إلى الحديدة وعملت في أستوديو صوت الإيمان.

في عام 2005 أعلنت إسلامك-ونحمد الله على ذلك-صف لنا كيف كنت قبل إسلامك؟وما الذي شدك على الإسلام أكثر؟
كان تفكيري في الحياة غريب والكل كان يتهمني بالجنون .عندما كنت صغيرآ لاقيت الكثير من المتاعب بسبب أبي لأنه كان يشرب الخمر.فكل الأطفال كان يضربونني.فنشأت وحيدآ ليس لي أصدقاء  الإ شيئين:الفن والقصص.فعن طريق الفن أستطعت أن أعبر عن شعوري وعن طريق القصص تعلمت الكثير والكثير من قصص الأبطال وبدأت أشعر أنه بإمكاني أن أكون بطلآ حتى لو كنت وحيدآ.كنت أشرب الخمر وأتناول الهروين عندما أشعر بالتعب وهذا هو حال معظم الشباب في المجر ،أكثرهم بلا دين ولايعرفون لماذا خلقوا ،حياتهم عشوائية وأنا كنت أحدهم.وقد توقفت عن شرب الخمر في اليوم الذي تركت فيه فرقتي.ففي أحد الأيام ذهبت إلى مركز إسلامي وهناك تعرفت على مسلم وإسمه(منيف) وتحدثنا ليس عن الإسلام فقط بل عن أشياء كثيرة وبعد وقت قليل جاء الشيخ الذي كان إمامهم في المركز وإسمه(علي فتيني) فقال لي منيف أن الشيخ من اليمن وأول مرة أسمع بها.سلم علي الشيخ وتكلمنا معآ وكان أول شخص يفهمني.ولأول مرة أشعر أن هناك من يفكر مثلي.لقد غير كل شيء في نفسي وأعطاني غاية جديدة وحتى بدون كلام شعرت أنه ليس غريب عني وأنه قريب من قلبي وكأنني أعرفه من قبل. وفي نفس الدقيقة نطقت الشهادتين وبعد أن أسلمت تعلمت كثيرا عن الإسلام.

كيف هو شعورك وقد من الله عليك بنعمة الإسلام؟
الحمد لله على نعمة الإسلام.لقد تعرفت على أخطائي وأصبح لدي غاية وهدف في حياتي.عرفت أنه ضروري أن تعمل و تتعب وأن أعمالك ستعود عليك يوم القيامة وهذا يعطيك حافز من أجل أن تعمل أكثر وأكثر فتسعد في الدنيا والاخرة.فهل يوجد أجمل من هذا الشعور؟لكنك لاتستطيع أن تشعر به الإ في ظل الإسلام.
حقآ يا أخي لهو شعور جميل.هل لاقيت مضايقات من أسرتك أو من مجتمعك بسبب دخولك في الإسلام؟
لقد كانت البداية  في السر حيث مرت نصف سنة وبعد ذلك عرفت أمي بإسلامي وقد ساعدتني في ذلك كثيرآ.أبي كان يكره كل الأديان وخصوصآ الإسلام ولهذا كان صعبآ علي أن أخبره فأخبرته أمي بذلك فكان أكثر زعلآ علي .ولذلك فالشيء الوحيد الذي كان يمكنني عمله هو أن أبقى صامتا حتى لايعملون لي مشاكل . بعض أصدقائي  من كان مستاء والبعض كان مرتاح هذا الجيل لايريد أن يعرف عن شيء إسمه دين. وفي عام2008م توفي والدي بسبب الخمر وأتمنى من الله أن يسامحني لأنني لم أستطع إرشاده إلى الطريق الصحيح.والأن الباقي لي أمي وهي قريبة جدآ من الإسلام وتعيش كمسلمة ولم يتبق سوى الإيمان بالله وهي تريد أن تأتي إلى اليمن وتعيش فيه لتشاهد بعينها.فمن الصعب أن تسلم في المجر حيث لايوجد سوى مسلم واحد في منطقتي هو أنا. لكن دائمآ أناوبعض أصدقائي نحدثها عن الإسلام وإن شاء الله في السنة القادمة ستأتي إلى اليمن وأنا متأكد أنها عندما ترى حياة المسلمين ستسلم.

ما هو المصدر الذي تأخذ منه تعاليم الدين الإسلامي؟
في السنوات الأولى درست على يد الشيخ (علي فتيني) وبطبيعة عملي في اليمن فأنا والحمد لله دائمآ بين الشيخ لكن إذا معي سؤال مهم أسأل الشيخ علي.

بعد إسلامك وقع إختيارك على اليمن.كيف جاء هذا الإختيار؟
بعد أن أسلمت أخبرني الشباب أن هناك فرصة لأدرس في كلية إسلامية في ليبيا وأن هناك فن  في الإسلام إسمه إنشاد لكنني لم أستطع أن أتواصل معهم ففكرت أن أسافر إلى اليمن وقلت في نفسي لو أن 50% من اليمنيين طيبين مثل الذي عرفتهم هنا فستكون اليمن هي الجنة بالنسبة لي وبدأت أعمل في 3 أعمال حتى جمعت المال الكافي وسافرت إلى اليمن في 2008 مارآ بمصر.

كيف وجدت اليمن ؟هل كانت جنة حقآ؟
وجدتها كالحلم.وأنا أمشي في الشارع شعرت لأول مرة  بالأمن والأطمئنان.أهلها طيبون جدآ،يحبون التعاون والإجتماع.في إحدى المرات غبت لمدة يومين فجاء إلي أبناء حارتي ليطمئنوا علي.يأتون إلي في المسجد أو الشارع من أجل يتعرفوا علي.سافرت من صنعاء إلى الحديدة وعندما وصلت كان كل من في السيارة اصدقائي .إنهم ناس يحبون التعارف وقد أعجبني ذلك كثيرا فأنا لم أر أسلوب كهذا في المجر.الناس في المجر يعيشون كجزيزة مستلقة ،كل لايهمه إلا نفسه حتى داخل الأسرة نفسها.

عند زيارتك لبعض المناطق العربية لاشك وأنك لاقيت تناقضات بين ما هو في ديننا وبين ما هو واقع معاش .ما أبرز هذه التناقضات؟
لم أر تناقضات كثيرة لكن ما كان بدرجة رئيسية هي  السياسة والشيء الآخر والذي رأيته في اليمن هو القات ،فكثير لايصلي ،والبعض ينفق كل ماله لأجل القات وإن شاء الله سيتغير هذا الحال.

ماهي التناقضات التي رأيتها في السياسة؟
النظام يستخدم السياسة للإرهاق وظلم الشعب ،يعامله كما لو كان عدوه.وهذا لأن الشعب كان نائم والحمد لله أنكم أردتم أن توقفوا وتزيلوا هذا الظلم وإن شاء الله بالوقت تحققون غايتكم.


لحد الان وعبدالحكيم أعزب؟هل تفكر بالزواج قريبا؟وهل تحب أن تكون من يمنية؟
نعم أفكر بالزواج وأتمنى من إخوانني في اليمن أن يساعدونني في ذلك
لم تأخذ معك من المجر سوى موهبتك الغنائية فأصدرت 3ألبومات (الشاعر-أعد لي مصيري-والآن إنتظار الديدان) كيف رأيت تجربتك في هذا المجال؟وماهي الصعوبات التي لاقيتها أثناء تأديتك للأناشيد باللغة العربية؟
كانت هناك صعوبات كثيرة أولآ سجلت أناشيد باللغة الإنجليزية لكن لم أنزلهن بسبب بعدها عما أريد.في غنائي ضروري كل كلمة تخرج من قلبي وهذه الأناشيد لم تكن كذلك.الآن الحمد لله وجدت الشاعر الذي يكتب ما أريد.فألبوم الشاعر الذي نزل في 2010م كان بنفس تفكيري الفني في الماضي .فأنا حتى قبل الإسلام لم أغن عن حب أبدآ ،كل كلامي كان سياسة والإسلام لم يغيرني في ذلك.وأكثر شيء أحبه اللحن والصوت القوي فكل أعمالي فيها صياح دائمآ ثانيآ في التوزيع على أناشيدي أحب الصوت الفولاذي يعني لابد أن يسمعني كل الناس فأي إنسان معه رسالة يريد إيصالها للعالم فإنه سيصيح بأعلى صوته .هذا أنا ماأفعله.

ماشاء عليك أخي صوت فولاذي قوي تستطيع أن تسمعه من بعيد وهنا أوجه رسالة بألا يحاول أحد أن يقلد هذا الصوت أو ما شابهه.
من من المنشدين كنت تعرفهم؟سامي يوسف أو ماهر زين مثلآ.
أول منشد سمعته في حياتي كان أسامة الصافي وأول منشد عرفت بإسمه كان أحمد بو خاطر ،وعندما أسلمت تعرفت على الكثير من المنشدين الذي أحتاج إليهم جميعآ فما دام لنا نفس الغاية ورسالتنا من أجل الإسلام فلابد من ذلك.ولكل منا طريقته وهذا أجمل شيء.
 
هل يوجد من المنشدين من تعده قدوتك في الإنشاد؟
لايوجد وإذا أستطعت أن أتعلم من أحد سأتعلم لكنني مع ذلك أريد أن أكون قدوة بنفسي وأمشي في طريقي الخاص.
من هو المنشد الذي أعجبك كثيرآ وتحب تنشد معه؟
المنشد عبدالكافي العجمي فهو أول منشد فهمني وعرف طريقة تفكيري وهو من يكتب لي الكلمات الآن وعمله كمنشد أعجبني كثيرآ.وبصراحة هناك كثير من المنشدين أحب العمل معهم لكن كل على الغاية والهدف من الأنشودة ،فإذا طلبت للمشاركة في أنشودة فسأقبل فقط إن كانت غايتها سامية أما أن أدخل لمجرد أنني أجنبي فلن أقبل.

هل تطمح إلى النجومية؟
أي نجومية تعني؟الذي أفكر بها ؟أم الناس؟وحسب تفكيري: أولآ هناك سبب لعملي في الفن .فعندما كنت صغيرى كنت بدون أصدقاء وكان الكل يضربني .والحمد لله فقد وجدت فرصة في الفن ليس كموسيقار بل حتى كشاعر فقد كتبت الكثير من القصائد وهذا يعني أن الفن حفظني.وعندما كبرت تعلمت من فنانين كثير.فنانين ناجحين ،تعبوا كثيرآ من أجل الفن فتعلمت منهم معنى النجومية. وهي أن تكون خادمآ للشعب.أما أن يكون الشعب في خدمتك فهذا ليس طموحي.أنا أعمل من أجل الشعب.الفنان الحق يقلق على جمهوره يشعر بأنهم أمانة في يديه.وهذا أجمل شيء تعلمته منهم . فهل يوجد أجمل من هذه النجومية؟

شكرآ لك أخي على هذا القرار.ماهي الرسالة التي تحب أن ترسلها من خلال صوتك؟

لاأحب أرسل إلا الرسائل التي أشعر أنا بها أو تعلمتها في حياتي.مثلا في ألبوم (الشاعر) أردت أن أعبر فيه بأنني أريد أن أكون عبدآ للناس بفني وهذا هو الفن الحقيقي،وفي ألبوم (أعد لي مصيري)الذي كان للثورة فأردت أن أعبر فيه عن تجربتي التي تعلمتها ورأيتها بعيني.والآن الألبوم الجديد (إنتظار الديدان)
القادم من أعماق قلبي أردت أن أعبر فيه عن حال الناس في المجر.فهم مثل ميت في جسم حي ،لايعرفون هدفهم في الحياة فقط يريدون أن يموتوا لأن في إعتقادهم أن لاشيء بعد الموت.
-عبدالحكيم المجري أحد فناني الثورة اليمنية ،مارأيك بما يحدث حاليآ في اليمن؟ الثورة؟
 دخولي في الثورة ليس بسبب السياسية وإنما لأن هذا من الأشياء التي يجب على المسلم أن يقوم بها.أنا في اليمن منذ2008 ولهذا لا أعرف كيف كانت السنوات السابقة بالنسبة لليمنيين وهذا يعني أنه ليس من حقي أحكم على النظام أو الأحزاب.ولقد رأيت الشباب في بداية الثورة وكنت أتمنى أن أكون يمني .كنت حزين جدآ لأنني لم أشعر بنفس شعور اليمنيين.
وأنا كفنان أرى أنه من العيب أن أعمل لصالح الأحزاب ،يجب أن أكون صوت الشعب وليس صوت حزب.
هناك كثيرمن الناس إنتحروا والعامل الأكبر في ذلك هم الأحزاب الذين يكذبون على الشعب ويبيعونهم لأجل الحكام وأخاف أن تكون الثورة من أجل حزب معين ولهذا السبب يجب علينا أن نعمل أكثر وأكثر ولانتوقف إلا عندما يكون الشعب رقيب على حكامه.
ملاحظة هذا الحوار نشر في صحيفة الجمهورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
;