الاثنين، 11 فبراير 2013

الشاعر ماجد السامعي

الشاعر ماجد السامعي



من مميزات الثورة اليمنية أنها أظهرت عدداً كبيراً من المواهب حتى أطلق عليها البعض (ثورة الفن) ومن وراء هذا الزخم الفني كانت تقف هامات كبيرة, تعمل من خلف الكواليس كجنود مجهولين.. ومن هؤلاء الشاعر ماجد السامعي.. شاعر أمطر الساحات الثورية بكلماته الغنائية, وقصائده الثورية.. ثائر عانق ساحة الاعتصام منذ الوهلة الأولى لانطلاقها, وشاعر وطني يحمل في أحشائه شيئاً اسمه (الوطن ) وعن تعريفه للوطن يقول: (عندما أتحدث عن الوطن فلست أعني اليمن فحسب فالوطن العربي كله وطني), ولما كان لهذا الشاب ثقله في الكفة الثورية كان لا بد أن نجلس معه وننقل لكم إضاءة بسيطة عن شخصيته المتواضعة فإلى الحوار:

في البداية عرف القارئ الكريم بنفسك؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه.. اسمي ماجد محمد إسماعيل السامعي، من مواليد 1984 محافظة تعز.. درست الثانوية, هناك ثم انتقلت إلى صنعاء.. حاصل على بكالريوس في اللغة العربية وبكالريوس في علوم القرآن.. وقد بدأت في دراسة إدارة أعمال, لكنني توقفت في بداية الثورة اليمنية, وإن شاء الله سأواصل الدراسة وتتحسن الأوضاع وأحضر الدكتوراه في إدارة الأعمال.

 ما هي أولى محاولاتك الشعرية؟

لا أذكر أول بيت أو قصيدة قلتها، ولكنني بدأت في سن 13 وكنت أكتب عن مواضيع تتماشى وبراءة الطفولة مثل القرية، البيت، البقرة، الأغنام.. وفي المرحلة الثانوية بدأت أكتب عن الحب والعاطفة بكلمات بسيطة تعبر عن ذلك, أما في الجامعة فازدادت كتابتي الشعرية, ووجدت من زملائي من يشجعني على ذلك بحفظهم للكثير من كلماتي, وخلال دراستي الجامعية كنت أعرض قصائدي على الدكتور/أحمد العامري ليقيمها نحوياً ،فاستفدت منه الكثير ولاقيت منه تشجيعاً كبيراً, لكن الانطلاقة الحقيقية كانت من مؤسسة الإبداع والثقافة التي يرجع لها الفضل بعد الله في تطوير موهبتي الشعرية.. فقد كنت أحضر ندواتها وأستمع إلى كثير من الشعراء وأعرض عليهم قصائدي فكانوا يقيمونها ويعدلون فيها فاستفدت منهم الكثير.. ثم إنني بدأت أكتب في بعض الصحف وقبل 4سنوات بدأت بكتابة القصائد الغنائية.. وخلال مسيرتي الشعرية دخلت أكثر من منتدى وتعرفت على الكثير من الشعراء والمثقفين عندما كنت أحضر بعض المنتديات منها مثلا ( منتدى حرف - منتدى وحي الأدبي ) .

  (إن من البيان لسحراً) هل لديك قصيدة من هذا النوع؟

لا أستطيع أن أحدد قصيدة بعينها فالشاعر غير القارئ أو المستمع.. قد لا أتفق مع القارئ على حب قصيدة معينة, فقد تكون تربطني بمواقف وذكريات خاصة وأرى أنني أستطعت أن أخرج ما في نفسي –وإن كان أي شاعر لا يستطيع أن يخرج ما في نفسه, ولكن القصد أن تصل إلى مرحلة ترى بأنك أخرجت ما بداخلك تماماً- ولذلك فأنا أحبها بينما القارئ إن كانت لا تربطه بنفس الموقف لن تسحره مثلي. وبالعكس هناك قصائد يحبها الجمهور أكثر من الشاعر نفسه بسبب ما تحويه من طرافة.. وعلى العموم هناك قصائد تحتوي على الكثير من المعاني والصور البلاغية التي قد تؤدي هذا الغرض, ومنها قصيدة (شفير الصمت) من ديوان (ربيع القذائف) وقد اخترنا منها هذه الأبيات المتفرقة:

مِنْ أينَ أبدأ...؟!! تَسْتَحي الأقلامُ

بوحَاً وليلُك آهة وظَلامُ

منْ أينَ أبْدأ ياءَ قهرِك، دُلَّني ؟!!

هَمْزُ المنِيَّةِ مَبدأ وخِتَامُ

وعلى شَفِيرِ الصمت ينْتَحِبُ الأسَى

“والصمتُ في لُغَةِ العتَابِ كَلامُ”

صَلّى صَلاةَ الخَوفِ بينَ جَوانِحي

وجَعٌ تُؤمَّنُ خَلْفَه الآلامُ

أنا يا قِفَار الحُزْنِ فِي زَمَنِ السُدَى

بيدِ الرياح عواصفٌ وغَمَامُ

في قلبِ هَذا الصَمْت ألفُ خفِيّةٍ

خَفِيَتْ وقصةُ مُذنبٍ ولجامُ

اليوم يومُك في الخِيانَة عِشْتَه

وغداً عليك وهَكَذا الأيّامُ

ما هي أهم أعمالك الشعرية؟

- ديوان (مرايا الطيش) وقد بدأت بالتفكير بطباعته قبل 5 سنوات وإلى الآن لا يزال طائشاً لم يلتفت إليه أحد.

- ديوان (ربيع القذائف) وهو الآخر لم ير النور إلى الآن.

- ديوان جديد وهو جاهز ولا تنقصه سوى الطباعة.

بالإضافة إلى كتابة العديد من الأناشيد لمنشدين يمنيين وغير يمنيين في ( العراق والسعودية والأردن ) كذلك فرق سعودية.

 ما هي آخر أعمالك الشعرية؟

قصيدة (دير الزور)

الله ..!! والأصنام ُ أصنامُ

والصمتُ سفاحٌ به هاموا

الله ..!! واستلقى على وجعي

وجعٌ بقاع الروح هدّامُ

الله ..!! رجعُ الآه يعزفني

لحناً وما في اللحن أنغامُ

الله ..!! والمعنى دمشقيٌ

تتلوه (دير الزور) يا شامُ

و (المسجدُ الأمويّ) مبتسمٌ

يقظ .. وأهل الكهف قد ناموا

يا ليلُ كم لبثوا .. ؟! مضى عامٌ

يدعو .. وفي كفِ الردى عامُ

وأنا أعدُّ الموت ملتحفاً

موتي ، ولي بالموت أحلامُ

ما الوقتُ ؟! والتفتت تسائلني

عن طفلها والقتلُ .. أقسامُ

لكأنها الأحلام ، ما مرتْ

فينا (بريفِ دمشق) أيامُ

والعيشُ في (الجولان) في (درعا)

و (معّرة النعمان) أوهامُ

يا طفلةً ... والموتُ يخنقُها

وجهٌ هنا .. كالورد بسّامُ

 لديك أكثرمن 100 أنشودة و تهوى الإنشاد إلا أننا لم نسمع صوتك ماسبب ذلك؟

كنت منشغلاً بالكتابة فقط حيث كنت أكتب في اليوم الواحد من 4-3 قصائد وخاصة في بداية الثورة, وقد فكرت بذلك لكنني لم أجد الوقت لعمل ذلك .

 كنت أحد الأوائل الذي خرجوا في بداية الثورة اليمنية، فما هي إسهاماتك فيها؟

حدث ولاحرج فقد كتبت أكثر من 120 قصيدة غنائية بعضها اشتهرت والبعض لا .. ومن أشهر هذه الأناشيد:

(جيش اليمن)، (حرام)، (ارفع راسك للعلياء)، (الجبل الشامخ)، (نعاهد ربي وهذا قسم)، (يا ميسون) وهذه الأنشودة كانت عن سوريا وقد كتبتها وأنا أبكي بسبب كثرة المواقف المحزنة.

 ما الصعوبات التي تواجه الشاعر اليمني؟

كثيرة جداً ولكن الحمد لله فقد وجدنا في الثورة صدى أكبر مما كان عليه قبل الثورة, أما عن أكبر صعوبة, فهي كيف يخرج الشاعر إلى الواقع.. فمثلاً الصحافة التي تلعب دوراً كبيراً في الظهور لا تزال تحت تأثير الوساطة.. أرسلت الكثير من الأعمال إلى الصحف لكنها لم تلاق أي اعتبار لأنني لا أملك وساطة, وحتى لو كانت من أجمل القصائد إلا أن نشرها بحاجة إلا وساطة,. كنت أقول بِأن الصحفيين والكتاب والمثقفين هم أكثر من ينصف الشاعر أو الأديب لكن ما وجدته كان العكس, وأنا أأسف على ذلك كثيراً.. فهؤلاء لا يقدرون معنى الإبداع والفن, فقط يحكمون على العمل من خلال صاحبه, وليس العمل نفسه, وبالرغم من ذلك فهناك صحف رائعة جداً لكنها قليلة فقد نشروا قصائدي بالرغم من عدم معرفتهم بي.

 من المسؤول عن ذلك؟

وزارة الثقافة بلا شك, لكنها للأسف راع لا يعرف أين الإبل التي يرعاها..

ماذا تقول لها؟ وماذا تقترح عليها فعله لتنمية وتطوير مثل هذه المواهب؟

أقول لها بأننا غيرنا ومنتظرون بشغف كبير للجديد الناتج عن تغييرنا, وإن شاء الله يكون هناك يمن جديد ووزارة ثقافة جديدة تهتم بالكتاب والشعراء وتقدرهم.. وعليها أن تتبنى مؤسسات ثقافية على مستوى الدوائر, فبعض الدوائر لا توجد فيها أية مؤسسة ثقافية حكومية وإن وجدت في البعض فهي ليست للثقافة.. فمثلاً بيت الثقافة لا أعرفها إلا عندما تكون هناك احتفالات, وكذلك المركز الثقافي فلم يعد ثقافياً إلا في اسمه, أما في العمل فهو كصالة أعراس يؤجر لإقامة الحفلات.. من المفروض أن تكون هناك متابعة للشعراء والكتاب وإقامة مجالس وأمسيات شعرية, يلتقي فيها الشعراء والأدباء كما كان يحدث نادراً في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين, الذي هو في الأصل ليس اتحاداً.. فقط مجموعة يعملون لصالح النظام السابق.. كما يفترض أن تكون هناك برامج تلفزيونية تهتم بذلك, فهناك شعراء وأدباء يكتبون بمنتهى الروعة وأنا أعتبرهم من كبار الكتاب في الوطن العربي لكنهم في اليمن ضائعون.. وكمقارنة بسيطة ففي بعض الدول الأخرى لو عملت مطوية, فقط تجد الحكومة فاتحة لك الباب على مصراعيه تطبعها وتنشرها في كل مكان.

 ماذا تأمل من حكومة الوفاق؟

أن تصلح وضعنا وتضبط هؤلاء المخربين.. نحن متفائلون بشكل كبير وثقتنا بحكومة الوفاق كبيرة بعد الله ونحن معها قلباً وقالباً نناضل حتى نصل إلى اليمن الجديد, الذي سعينا من أجله, وما عليها إلا أن تشد حيلها وتنطلق.

ملاحظة :نشر هذا الحوار في صحيفة الجمهوريةالخميس 25 أكتوبر-تشرين الأول 2012  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
;